المتابعون

الجمعة، 12 أبريل 2013

ماذا يعني يوم 8 مارس ؟؟؟



"8 مارس " أو "اليوم العالمي للمرأة " الذي يعتبر مناسبة عالمية تحتفل فيه المرأة بيومها الذي خولته لها الامم المتحدة  ، إلا أن طقوس هذا الاحتفال تختلف من دولة الى أخرى ومن إمرأة الى أخرى ، فمنهن من تعتبره يوم خاص بالتسوق والاحتفال وإعداد الحلوى والإفتخار بنفسها وإرغام الرجل (بالنسبة للزوج ) أن يحقق كل رغباتها في ذلك اليوم لأنه يومها الوحيد الذي تشعر فيه بحريتها ، ومن هن من لا تعرف عنه شيئا لأنها بكل بساطة أمية وغير واعية ، وبالتالي فهو كسائر الأيام ، ومنهن من تعرفه جيدا لانها واعية وتعتبره يوم للنضال من أجل إسماع العالم صوتها والدفاع عن وجودها وفاعليتها وإنسانيتها داخل المجتمع ، وهكذا .... ، هنا يتبادر الى الذهن مجموعة من الأسئلة : لمن هذا اليوم العالمي ؟ واي إمرأة معنية به بالخصوص ؟ هل العاملة الواعية المثقفة او الجاهلة او الغنية او الفقيرة ا واو ..؟؟؟
فإذا عدنا الى الوراء  ففي ذلك اليوم المشهود من عام 1908، طالبت المسيرة التي ضمت آلاف النساء في نيويورك بالحقوق الإنسانية المشروعة للمرأة، محتجّات على الظروف اللا إنسانية في العمل ومطالبات بتخفيض عدد ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. وهكذا بدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم للمرأة الأمريكية تخليداً لمظاهرات نيويورك. كما ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص هذا اليوم كيوم عالمي للمرأة في أوربا أيضاً
 وفي عام 1977، أصدرت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم في السنة للاحتفال بالمرأة، فكان الاختيار الغالب هو الثامن من مارس.  كما أصدرت الأمم المتحدة قراراً دولياً في سنة 1993، ينص على اعتبار حقوق المرأة جزءً لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان العالمية ، إذن هنا يتضح أن الأصل في الإحتفال هو  النضال والتعريف بالمرأة ومجهوداتها وقيمتها سواءا العاملة او القروية وحمايتها من كل أشكال العنف والإظطهاد الذي تعاني منه بإستمرار داخل المجتمع .
والعالم اليوم بأسره يحتفل بهذا اليوم اعترافا واحتراما لهذا الإنسان ، إلا أن العالم العربي (ولا نعمم ) يحتفل ويعترف فقط بهذا اليوم أما بقية الايام فيطبقون المثل القائل : "عادت حليمة لعادتها القديمة " ، فيعود نفس السيناريو ونشاهد نفس الأحداث تتكرر ،فإمرأة أغتصبت هنا ، وأخرى عنفت هناك ، وهذه تعرضت للتحرش هنا و"على عينك يا تاجر " كما يقول المثل المصري " ، واللائحة طويلة ...،
وإذا أخذنا رأي الدين ، سنجد أن الله كرم المرأة واعطاها قيمة منذ خلق ادم ، وجاء الإسلام ليعزز ذلك فيكفي أنه منحها الحق في الحياة ، وسن لها حقوق يجب على الرجل احترامها ، واعطاها الحق في التعليم والعمل حتى تشعر بكينونتها ووجودها وفاعليتها داخل المجتمع ، لكن عن أي دين وعن أي إسلام نتحدث ؟ لأن هناك من يعتقد العكس وبإسم الدين إذ يعتبر أن المرأة هي مخلوق وجد لخدمة الرجل وإمتاعه ويجب ان تعيش تحت سيطرته وسلطته، وانه لا رأي ولا حقوق لها ، لأنها إمرأة ولا تقوم بشيئ سوى الجلوس في المنزل والطبخ والإعتناء بالأطفال (وهذا طبعا في إعتقادهم ليس دور يجب ان تشكر عليه ) وهذا للاسف يصدقه الجميع ، حتى أصبحت الصورة التي يروج لها الجميع وأصبح الاسلام عوض ان يحمي المراة فهو يدينها ، ويتضح جليا أن المقصود هو تشويه صورة الأسلام لدى أصحابه وأختاروا الدخول من باب المرأة لأنها اساس تقدم أي مجتمع ، وكما يقول احد العلماء "هم لا يريدون حرية المرأة ، إنما حرية الوصول الى المرأة " (أنا لن اتحدث عن  السلام لكن المواضيع مرتبطة  مع بعضها )
لذلك سأختم وأقول ، على الإنسان سواءا كان ذكرا أو أنثى أن يفكر بعقله وأن يضع النقط على الحروف حتى يقرأ الكلمات جيدا وعليه أن يختار الطريق السليم والصحيح ، وبما أن الخطاب موجه للمرأة خصوصا فعليها أن تختار وأن تكون كما هي تريد ان تكون ولا تسمح لمن هب ودب ان يتحدث بإسمها ويقرر مكانها ويقيد حريتها، فهي أساس تقدم أي مجتمع وكما يقول درويش "حريتي هي أن اكون مالا يريدون لي أن أكون " وكل عام وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة والمرأة العربية في تقدم وتطور  وحرية . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق