المتابعون

السبت، 1 يونيو 2013

إنه اليتيم ..

يوم آخر اكتشف فيه معنى ان يكون لك أب و أم ، معنى ان أعود الى البيت وأنادي أمي وانا متأكدة انها ستجيبني لتلبي طلبي حتى لو كان تافها فالبنسبة لها كل اموري مهمة ، معنى ان أنتظر قدوم أبي الى المنزل ليلا وأتحدث اليه فيضرخ في وجهي تارة ويضحك تارة اخرى ، أكتشفت معنى ان ينادياني إبنتي فاشعر بحنانهما وحبهما وعطفهما وإنتسابي لهما في كلمة ، إكتشفت معنى أن اكون مريضة او حزينة  لأجد امي تفعل ماباستطاعتها لتصنع الابتسامة على شفتاي ، اكتشفت معنى ان اجد من يقلق لحالي من يحزن لفشلي ومن يفرح لنجاحي و من يشاركني لحظتي،   معنى ان اكسر شيئ وانا اعلم ان ابي سيشتريه بعد ان يوبخني طبعا  ، اكتشفت معنى بيت ودفئ في وصية امي لي قبل المنام بان اتغطى جيدا خوفا من البرد .... إكتشفت معنى اسرة متكاملة من أب وأم وإخوة ...
أكتشفت هذا في عين طفل يحاول ان يخفي هذا النقص خلف إبتسامة بريئة حزينة ،
طفل مهما حاولت صنع الضحكة على وجهه إلا ان نقصه يشعر به بمفرده ، فوحده يعرف قيمة نقص الحنان او نقص الامان ..
 فوحده يعرف قيمة نطق أبي او أمي وحده يعرف قيمة وجودهما ومرارة فقدانهما ...
ولكنه أكثر الناس  تشبتا بالحياة واصرارا عليها ولن اصف افضل من ابو ماضي حين قال في قصيدته اليتيم :


اليتيم الذي يلوح زريا               ليس لو تعلمون زريا
إنه غرسة ستطلع يوما             ثمرا طيبا وزهرا جنيا
ربما كان أودع الله فيه               فيلسوفا او شاعرا او نبيا
لم يكن كل عبقري يتيما             إنما كان اليتم صبيا
ليس يدري ، لكنه سوف يدري    أن رب الايتام مازال حيا

أختم واقول ، اليتم الحقيقي هو يتم النفس من الرأفة والمودة والمحبة اما الموت فكلنا اليه سائرون لا محالة ، فلنكن في عونهم مااستطعنا لذلك سبيلا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق